نفى مصدر سعودي مسؤول أن تكون بلاده أرسلت دبابات إلى البحرين التي تشهد تظاهرات قتل فيها حوالي خمسة أشخاص وأصيب العشرات.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان"السعودية التي ترتبط معها بجسر الملك فهد من الناحية الشرقية، لم ولن ترسل إلى البحرين أي عتاد عسكري" مؤكدا أن" خبر إرسال دبابات إلى البحرين عار من الصحة " مشيرا إلى أن المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد.
إلا أن المصدر قال ان المملكة أرسلت "مدرعات لحراسة المنفذ السعودي الحدودي مع البحرين على الجسر (جسر الملك فهد) كإجراء احتياطي وعدده ثلاث مدرعات وهي موجودة إلى الآن".
وكانت أنباء تحدث عن قيام السعودية بإرسال 30 دبابة عن طريق جسر الملك فهد إلى مملكة البحرين.
وتشهد مملكة البحرين حركة احتجاجية شعبية متواصلة تطالب بالتغيير وبإحداث إصلاح سياسي، فيما يطالب البعض بإسقاط النظام ورحيل العائلة الحاكمة التي تحكم البلاد منذ حوالي 200 عام.
وأجرى الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين تعديلا في الحكومة إلا أنه من غير المرجح أن يهدئ المحتجين .كما تعرض السلطة إجراء حوار وطني، إلا أن المعارضة تشترط استقالة الحكومة قبل تحديد موقفها من الدعوة إلى هذا الحوار.
وشارك الآلاف من المتظاهرين الذين استلهموا الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس في احتجاجات في البحرين منذ "يوم غضب" في 14 فبراير/ شباط.
ويبلغ عدد سكان الدولة التي يحكمها الملك الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة 1.3 مليون نسمة نصفهم من المغتربين، وتقدر وزارة الخارجيَّة الأميركيَّة أن الشيعة يمثلون 70 في المائة من مواطني البحرين.
الى ذلك نظم آلاف البحرينيين في المنامة الثلاثاء تظاهرة جديدة مناوئة للسلطة، شددوا فيها على الوحدة بين السنة والشيعة.
وسار المتظاهرون وغالبيتهم من الشيعة من منطقة السلمانية وصولا الى دوار اللؤلؤة، مركز الحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ 14 شباط/فبراير، وهم يهتفون "اخوة اخوة، سنة وشيعة".
ومشى المحتجون في صفين منفصلين، الاول للرجال، والثاني للنساء اللواتي طغى اللون الاسود على ملابسهن.
وسارت مجموعة من المقعدين في مقدمة التظاهرة التي مرت في الشارع الذي شهد مقتل متظاهرين برصاص الشرطة قبل حوالى اسبوعين.
وقال الشيخ محمد حبيب المقداد، وهو احد الناشطين الـ25 الذين افرج عنهم بعفو ملكي الاسبوع الماضي بعدما حوكموا بتهمة الارهاب، ان المحتجين "يريدون من خلال هذه التظاهرة التاكيد على وحدة السنة والشيعة في البحرين".
ودعا المتظاهرون في بيان صدر في ختام المسيرة الى "وضع دستور جديد يصيغه مجلس تأسيسي منتخب يؤسس لملكية دستورية وحكومة منتخبة"، اضافة الى "اعتماد نظام انتخابي يحقق التمثيل العادل لكل مكونات شعبنا المجتمعية والسياسية".
كما طالب المحتجون بـ"اقالة الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية مهمتها تحقيق انفراج سياسي وامني سريع بما يهيء ارضية مناسبة للحوار الوطني الجاد والمثمر".
ودعوا ايضا الى "اطلاق سراح سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين والغاء محاكمتهم (...) وتشكيل لحنة تحقيق مستقلة ومحايدة في اعمال القتل التي وقعت منذ 14 شباط/فبرارير واحالة المسؤولين عنها للمحاكمة".
ويتقدم المتظاهرون في المنامة بعدة مطالب ما انفكت تتشدد وصولا الى الدعوة الى اسقاط النظام وانهاء حكم اسرة ال خليفة السنية التي تحكم البحرين منذ حوالى قرنين، رغم ان بعض الجماعات المعارضة تلتزم بطلب الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي