نجمة الشوق مراقبه عامه
الانتساب : 13/04/2009 الاقامة : السماء الزرقاء المشاركات : 1987 الفنان المفضل : الفنان يوسف محمد الجنس :
| موضوع: سالفة وقصيدة من أتراث الأربعاء 17 أغسطس - 23:57 | |
| تقول السالفة / بأن هنالك رجّال راعي غزل في بلد مجاورة لبلدة الشاعرة الشابة هذه وكان مولعا ًبهذه الفتاة لجمالها ودلالها ورجاحة عقلها وكان يتواجه معها في رأس جبل بأ قصى البلد والعجوز متوجسة ًأمرا ًغير عادي ومرتابة من تصرفات الفتاة وكانت الفتاة تحاذر كثيرا ًمن تلصص العجوز هذه على كل حركاتها وسكناتها . وكان مما بينهم من إ تفاق لتواصلهم أن ( يقنب ) أي يعوي بما سورة البند ق فإذا سمعته توجهت إليه خلسة بحجة جلب الماء وهو على رأس الجبل فتجلس بجانبه غير بعيدة ويتجاذبون شتى الأحاديث في جو ٍ لم يخدش فيه الحياء ولم تجرح هيبة الكبرياء ويقضون ما تسنى لهم من وقت ثم يتفرقون على أن يعودوا لموعد ٍ آخر ، ولكن العجوز لم تمهلهم طويلا ًحيث أن حاستها السادسة كانت تشير و بشدة إلى أن أمرا ً ما، يحصل من وراء ظهرها ولكن لابد من إ كتشا فه مهما كلفها الثمن ووقع المحظور ، عندما سمعت الفتاة عواء الذيب ، فجاوبته بإ ندفاع ٍ وعفوية وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير ...! فأنشدت قائلة : ياذيب يا للي جرّ صوت ٍ عواء به مدري طرب وإلا من الجوع ياذيب إن كان تبغا الضيم ،، يم اللهابه وإن كان تبغى البل ،، يم الدباديبوكان صوتها يخترق مسمع العجوز الشمطاء وهي متأهبة ومتحفزة لمعرفة سر ذهاب الفتاة كل يوم حيث أنها لا تستطيع اللحاق بها لأمورٍ عدة طبعا ً منها عامل السن وضعف البصر و هلم جرّا ،،المراد / بأن العجوز كانت شاعرة حاضرة المعنى وداهية فأجابت الفتاة برد ٍ فوري كالصاعقة قالت فيه : يابنت ليـّا الذيب ينهشك نابه يقذ لك من بد ّ البنيّ الرعابيب تراك مثل اللي جلب له جلابه لا دارها السوّام يلقى العذاريبفبادرتها الفتاة وهي شاعرة لا يستهان بها أيضا ًقائلة : أنا كما عدّ ٍ عذ ي ٍ شرابه ما تآصله في القيض حرش العراقيب واللي ظلمني جعلها في شبابه و اتحد ّره ، من عاليات المراقيبالمراد / الفتاة حسّت بإن العجوز عرفت سرها وكشفته وقد تفضحها في البلد بما لا يليق بسمعتها ومكانتها والفضيحة عار لايغسله إلاّ الدم فتجاهلت عواء صاحبها وقد أحس بدوره أن الأمر فيه جديد لذلك فضّل التروي والتبصّر وأخذ الأمور من قاصرها ورحل ، غاب يومين وثلاثة لكي تنقشع الغمامة ، وبعد اليوم الرابع جاء ثم عواء ببند قيته مرة وحدة فقط كإختبار ، وكانت صاحبته على أحر من الجمر فى إنتظاره فذهبت إليه تعدو عدوا ً حتى بلغت مكانه فلم تمهله ليسألها عن سبب تخلفها عن الحضور قبل اليومين الفائتة لأنها كانت مندفعة ولم تترك له فرصة للكلام فقالت وهي تلتقط أنفاسها بأن العجوز جارتهم التي تجلس أمام منزلها لمراقبة الرائح والغادي قد كشفت أمرهم ولابد من طريقة لتفادي هذه الفضيحة التي سوف تنشرها إن عاجلا ً أو آجلا ً .فطمأنها ووعدها خيرا ًوطلب منها الذهاب فورا ً ولا تترك المنزل وذلك إمعانا ً في زيادة شغف العجوز وترغيبها لمعرفة كل حركات وسكنات هذه الفتاة التي بدأت تتكشف خبايا سرها المزعوم الذي كانت تتكتم عليه في الماضي . الفتاة رضخت لأوامر صاحبها وجلست حبيسة البيت لأربعة أيام متوالية حتى ظنت جارتها العجوز أنها قد هربت مع صاحبها فذهبت تسترق السمع ولم تجد صوتا ً ولا همسا ً إلا حفيف الرياح بالأشجار من خلفها وكانت متلهفة لطرق الباب لزيادة حب الإستطلاع لديها وحشر أنفها في كل شاردة وواردة وعندما همـّت بطرقه تراجعت في اللحظات الأخيرة وعدلت عن رأيها وعادت إلى منزلها منتظرة ً تباشير الصباح لتذهب وتطرق الباب بذريعة الإ طمئنان على جارتها بعد هذا الغياب المفا جيء فذهبت باكراًً دقت الباب فإذا بجارتها تجاوبها بصوت يشبه الأنين فدخلت العجوز تتهاد ا مذعورة وفي الوقت نفسه فرحة مسرورة لما سوف ترى وتتقصى فإذا بالفتاة مسجاة على الأرض وتتقلب وتتوجع ، وكان هذا جزء من الخطة التي أعدها صاحبها ، ففزعت العجوز مما رأت وظنت بالفتاة ظن السوء وذهب بها تفكيرها إلى أن الفتاة حامل بسبب معاشرتها للرجل الذي تذهب إليه فهرعت إليها وكفكفت دمعها وقالت بلهجة ٍ ساخرة لا داعي للخوف يا ابنتي فسرّك ِ في بير ولن يعلم به احد فاهدئي وتعالي معي إلى منزلي لتستريحي وتغيرّي ملابسك قبل مجيء أخيك ِ من سفره .! وقد كان لها أخ ٌ كثير الأسفار والغزوات وشديد الولع بالنزوات وكان مطمئنا ًعليها بين جيرانها الذي يعتبرهم بمقام والديها الذين توفاهم الله في صغرها . وبقي تنفيذ الجزء الثاني من الخطة للخلاص من هذه العجوز الشمطاء فقالت البنت اسمعي يا أم فلان سوف أذهب غدا ً لجمع الحطب وجلب الماء وأرغب أن ترافقينني لأنني أحس بثقل ٍ في جسمي وليس هنالك من أحد ٍ أثق به غيرك فأنتي حليلة جاري وكاتمة أسراري فكادت العجوزأن تطير فرحا ً بما سمعت فقد كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر كيف لا وسوف تكون قريبة من الحدث بسمع الأذن ونظر العين لكل ما اندفن وستعرف مغبة سر غياب الفتاة كل يوم زهاء الأربع والخمس ساعات ، فلم تنم ليلتها وكانت تعد الثواني فما بالك بالدقائق التي أصبحت أثقل عليها من الجبال وجاء الصباح وقد كانت حليفة إبليس تحيك القصة وتجمع أطرافها إيذانا ً بنشرها عند العودة آخر النهار . ولكن ....!!! تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ؟ عندما خرجت العجوز المشئومة مع الفتاة المظلومة في مكان لا بأس به ، وفي منأى عن أنظار أهل البلد توقفت الفتاة فجأة وقالت : دعينا نبدأ بجمع الحطب من هنا ، وعندما شرعت العجوز بالجمع والفتاة تتظاهر بذلك ظهر رجلٌ فجأة فأسرعت العجوز للا لتاف بعباءتها وهي تتمتم بكلمات ٍغير مفهومة وتدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور لهذا الشخص الذي استباح عوراتهن فجأة وهو ليس لهن بذي محرم ...! فهدأ الرجل من هيجانها وحدة غليانها وقال أناصاحب هذا البعل و ( البعل ) في السابق مكان يستخدم للزراعة الموسمية خارج البلدة ينثرون الحبوب فيه وسقياها على رب العالمين متى نزل الغيث والمطر.. وقال أنتي وإبنتك ِ تعديتن على ملكي ، إما أن تعوضانني عما أتلفتن أو نذهب سوية ً إلى قاضي البلدة فقالت العجوز وهي ترغب في فض النزاع الذي أصبح لصالح الرجل ، وكيف نعوضك ؟ قال تجمعون الحطب وتملأون هذه الحفرة ثم تذهبن إلى حال سبيلكن فإستساغت العجوز هذه الفكرة التي سوف تحل المشكلة بدون تدخل قانوني ولا فضائح أمام أهل البلد وبدأت تجمع هي والفتاة الحطب حتى امتلأت نصف الحفرة فأضرم النار فيها وجلس يلحق الحطب على بعضه بينما العجوز تتعجب مما يفعل وعندما أتت العجوز بحمولة الحطب طلب منها الرجل أن تستريح ولا تجهد نفسها لأنها إمرأة طاعنة في السن ولكن لابأس أن تساعده في لملمة أطراف الحطب المتناثر حول الحفرة ليتم حرقه بالكامل وإبنتها تقوم بالجمع عنها فرضخت للأمر وطلب منها مقابلته من الجهة الأخرى حتى يتسنى لها كشف وجهها بعيداً عنه وكذلك لكي تأخذ راحتها لأن الدخان قد يسبب لها متاعب كثيرة فإستحسنت الفكرة وذهبت فطلب منها أن تقترب لتلحق الأعواد البارزة من جهتها.................!!! فما إن إقتربت إلا وصاحبنا قد كشّر عن أنيابه ووثب وثبة ً واحدة ، ورمى بها وسط حفرة النار المضطرمة وتعالت صيحاتها بالإ ستنجاد ولكن ... ! لاحياة لمن تنادي ، فقد ذهب الرجل وصاحبته وتركوها تواجه مصيرها الذي سعت إليه بنفس ٍراضية .. منــــــــــــــقـــــــــــول | |
|