وجدت أسرة سعودية نفسها في مأزق، بعد احتراق الشقة التي كانت تسكنها، وتَلَفِ محتوياتها كافة، بما فيه مهر ابنتها وفساتين زفافها وأموال أخرى، كانت مخصصة لإقامة حفلة عرسها التي لم يتبقَ عليها سوى 5 أسابيع. وفيما تحولت محتويات الشقة إلى «رماد»، لم تجد الأسرة المكونة من 10 أشخاص مكاناً تؤوي إليه.
وكانت عائلة خالد الدوسري، تسكن شقة في مدينة العمال، قبل أن يشب الحريق، بسبب ما يرُجح أنه «التماس كهربائي» لأسلاك غير مُغطاة، ما أدى إلى انتشار النيران في الشقة، وما لم تتلفه النيران، تكفّلت بإتلافه مياه فرق الدفاع المدني، التي تولت إخماد الحريق. فيما تمكن أفراد العائلة من الفرار، ولم يصب أحد منهم بسوء.
وقال الدوسري، لـ «الحياة»: «إن الشقة احترقت بالكامل، ولم يبقَ منها إلا المجلس»، لافتاً إلى أن الخسارة الكبرى التي تكبدها تمثلت في «مهر ابنتي، والذي كان داخل صندوق، ولكنه احترق ولم يبقَ منه شيء، فضلاً عن ملابسها التي جهزتها للزواج»، لافتاً إلى أن الأضرار شملت «أدوات كهربائية، من ثلاجة وغسالة و3 أجهزة تكييف، والمطبخ الذي يحوي المواد الغذائية التي نشتريها شهرياً. كما احترق مبلغ 10 آلاف ريال، وهو جزء من إيجار المنزل، فضلاً عن 40 ألف ريال هي مصاريف زواج ابنتنا، بالإضافة لمهرها».
ويعمل الدوسري، عسكرياً ولا يتجاوز راتبه 6 آلاف ريال، فيما لديه 8 أبناء وبنات.
وقال: «حتى غرف الأطفال تلفت، نتيجة المياه التي ضختها فرق الدفاع المدني»، مضيفاً «نقلتُ أفراد العائلة إلى شقة مفروشة، بعد أن بقينا في الشارع لأكثر من 4 ساعات»، لافتاً إلى أنه ليس من أبناء الدمام أصلاً، «وكل أهلي وأقاربي في الرياض، وكذلك أسرة زوجتي، وما آلمني أن فرق الدفاع المدني رفضت مساعدتنا وإيواءنا، حتى لو موقتاً، على رغم أنني طلبت منهم ذلك، وقوبل طلبي بالرفض، لأنهم لا يملكون أماكن للإيواء».
بدورها، وصفت زوجة خالد الدوسري، الأضرار التي لحقت بمنزلهم بـ «الكارثية». وقالت: «من المفترض أن تقام حفلة زواج ابنتي مع ابنة أختي في ليلة واحدة، ولا يمكن تأجيلها، إذ ستقام حفلة الزفاف، حتى لو لم نتمكن من تحصيل المهر والمصاريف الأخرى»، موضحة أنهم تقدموا صباح أمس (الأحد)، بطلب إلى إمارة المنطقة الشرقية، «لتعويض الأضرار، أو مساعدتنا على إيجاد سكن، بعد أن أصبحنا بلا مكان يؤوينا، فيما لا قدرة لدينا على الاستمرار في الشقة المفروشة».
وعبرت ابنتهم البالغة من العمر 18 سنة، عن أسفها لاحتراق ملابسها الجديدة، مرددة «قدر الله وما شاء فعل، فنحن نجونا بأرواحنا والحمد لله، وبعض أخواتي الصغيرات، أصبن باختناق، ولكننا تجاوزنا الأمر»، مضيفة «لم يبقَ من جهاز الزواج شيء، حتى المهر احترق». وتحاول الفتاة، أن تتمالك نفسها من البكاء، إلا أن الدموع، تتغلب عليها مرددة «نصيب، وأتمنى من الله تعويضي، وأحمده؛ فلم أصب وعائلتي بأذى. فهذه أكبر نعمة»، مضيفة «شاهدت الحريق من فناء المنزل، وصرخت وهربت وجميع إخوتي ووالدتي، إلى الشارع، وكنا نرتجف، ونطلب الغوث والعون، إلا أن النيران كانت أسرع من صراخنا».
الحياة