: لم تعد “لمى” -التي تعمل إدارية في إحدى جامعات البنات بالرياض- تشعر بالقلق والخوف والترقب، كلما ركبت في المقعد الخلفي بالسيارة مع سائقها، فهي أصبحت تشعر بالأمان، بعدما تمكنت من شراء “صاعق كهربائي” تستطيع استخدامه في أية لحظة تشعر فيها بالتهديد من السائق أو غيره ممن يقابلونها.
وبالرغم من أنه كلفها مبلغاً ليس بسيطاً من المال، إلا أنها ترى فيه وسيلة جيدة، وتقول: “سمعت كثيراً من القصص عن تحرش السائقين، بل تعرضت لأحد هذه المواقف من سواق “المشاوير”، الذي طلب مني الزواج على طريقة “المسيار” أو مواعدته لأنه يشعر بالملل من حياته الزوجية.
ولا تعتبر لمى الوحيدة، فبحسب التاجر “ماجد”، والذي رفض الكشف عن اسمه كاملاً، فإنه باع خلال الفترة الماضية -والتي تزامنت مع موسم التجهيز للعودة إلى المدارس- أكثر من 15 صاعقاً كهربائياً، تراوحت أسعارها -بحسب نوعها- من 300 ريال إلى 600 ريال على حد قوله.
وقال وفقاً لموقع ”المواطن”: “هذه المرة الثانية التي أحضر فيها هذه الأجهزة، وهي تجد رواجاً لدى كثير من السيدات والأزواج، الذين يفضلون حماية زوجاتهم لأنفسهن”. ويكمل: “لدي خمسة أجهزة حجزت كلها، ولكني ما زلت أتلقى كثيراً من الاتصالات، وبالتحديد من النساء”.
ويرى ماجد أن المطلب الأساسي لأية سيدة تشتري الصاعق الكهربائي، ليكون الحماية من تحرشات السائقين، مشيراً إلى أن أحد زبائنه طبيب، وزوجته تعمل ممرضة في مستشفى آخر -غير الذي يعمل به- وقرر تزويدها بأحد هذه الأجهزة، لكونها قد تضطر للعودة في أوقات متأخرة مع السائق”.
أما زميله في المهنة –سلطان- فهي تجربته الأولى ببيع الأجهزة، ويشير إلى أنه أحضرها من إندونيسيا، وأدخلها بشكل رسمي عبر “المطار”. وبينما اختار ماجد رفع أسعاره، قرر سلطان أن يجعل أسعاره الأقل في السوق على حد وصفه، ويقول: “هذه الأجهزة تؤدي لإغماءة للمعتدي، ولا تسبب أذىً دائماً، وأغلب من اشتراها مني سيدات، وأبيعها لهم بـ190 ريالاً”.
وأشار إلى أنه باع كل الكمية المتوفرة لديه، ويرغب في تكرار تجربة بيعها، لكونها سهلة التسويق.
في الوقت الذي روت فيه عدد من الفتيات مواقف تعرضن لها مع السائقين، الذين يجدون في من تركب معهم -في بعض الأحيان- فرصة سانحة. سناء سلمان، وهي طالبة جامعية، تقول: “من المعتاد أن أعود أنا وزميلاتي مع السائق الذي يحضر زوجته معه يومياً، وفي يوم جاء في الصباح لوحده، متعللاً بارتفاع حرارة ابنه، وفي طريق العودة، بعد أن نزل الجميع ولم يبق إلا أنا وهو، فوجئت به يرفع صوت المذياع، وينظر عن طريق المرآة إليّ بشكل مخيف، وبدأ بالغناء، وإلقاء بعض الأسئلة عليّ وعندها بدأت أشعر بالخوف، وأدعو الله أن أصل للبيت بأسرع وقت”.
غير أن هبة فتاة عشرينية تعمل في القطاع الخاص، فوجئت بسائقها الأسيوي، يخبرها عن إعجاب كثير من السيدات السعوديات به وبوسامته، قائلة: “لم أهتم في البداية لكلامه، وفي مرة ثانية بدأ يخبرني عن صولاته وجولاته، وكيف أنه يخرج مع صديقاته لأماكن كثيرة، ليتجرأ بعدها وبطلب مني الخروج معه، عندها طلبت إيقاف السيارة جانباً وعدت للبيت بسيارة أجرة، ولم أركب معه مرة أخرى”. وتشير هبة إلى أنها تبحث -بشكل جدي- عن صاعق كهربائي أو رذاذ الفلفل، ليكون رفيقها الدائم، خوفاً من أن يتكرر الموقف مرة أخرى”.
وقرر كثير من الأمهات أنها الوسيلة الأكثر أماناً لحماية بنتاهن من التحرش. أم خلود قالت: “أقوم بتوصيل بناتي مع السائق يومياً من وإلى الجامعة، خاصة وأن منزلنا يبعد أكثر من ساعة عن جامعتهن”، مشيرة إلى أنها ترى سيدة تجلس في السيارة طوال فترة بقاء بناتها في الجامعة، حتى تعيدهن معها للبيت، خوفاً من أن يتعرضن لموقف سيّئ، فلا شيء مستبعداً، وإن كان السائق على كفالة العائلة.