قال موقع "بي بي سي"البريطاني أن السعودية استثمرت في مشروعات الأسلحة النووية الباكستانية، معتقدة أن بإمكانها الحصول على الأسلحة الذرية في الوقت الذي تشاء، حسب مصادر مختلفة لبي بي سي.
وبالرغم من أن سعي السعودية للحصول على أسلحة نووية غالبا ما يندرج في إطار المنافسة التي يثيرها البرنامج النووي الإيراني، فإن بإمكانها الآن نشر هذه الأسلحة بأسرع من إيران.
وكان مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) قال في وقت سابق إنه اطلع على تقارير استخبارية تفيد بأن الأسلحة النووية المصنعة في باكستان نيابة عن السعودية أصبحت الآن جاهزة للتسليم.
وفي السياق ذاته، قال أموس يالدين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لمؤتمر في السويد إنه إذا نجحت إيران في صنع قنبلة نووية، فإن" السعوديين لن ينتظروا شهرا واحدا. لقد دفعوا مسبقا ثمن القنبلة، سيذهبون إلى باكستان ويحضرون ما يحتاجون إليه".
ومنذ عام 2009، عندما حذر ملك السعودية، عبد الله، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، قائلا إننا "سنحصل على الأسلحة النووية"، دأبت السعودية على إرسال عدة إشارات إلى الولايات المتحدة بشأن نواياها المستقبلية.
ويذكر أن التقارير التي تفيد بسعي السعودية لاقتناء صواريخ قادرة على إطلاق رؤوس نووية تغطي مديات بعيدة تعود إلى عقود خلت.
وفي هذا السياق، اشترت السعودية سرا من الصين عشرات الصواريخ الباليستية من طراز CSS-2 في الثمانينيات من القرن الماضي.
ونشرت السعودية هذه الصواريخ على أراضيها قبل عشرين سنة.
واتضح منذ سنوات عدة أن السعودية منحت لباكستان مساعدات مالية سخية بما في ذلك مساعدات خصصت للمختبرات وصناعة الصواريخ النووية.
وأشار الموقع إلى أن زيارة وزير الدفاع السعودي الراحل، الأمير سلطان بن عبد العزيز، في عام 1999 و2002 لمركز البحث النووي الباكستاني تبرز العلاقة الدفاعية الوثيقة بين البلدين.
وبغض النظر عن صحة التقارير بشأن التفاهمات بين البلدين خلال التسعينيات من القرن العشرين، فإن السعودية بدأت في عام 2003 تفكيرا استراتيجيا جديا بسبب البيئة الأمنية المتغيرة في المنطقة واحتمالات الانتشار النووي فيها.
وورد في وثيقة سربها مسؤولون سعوديون في السنة ذاتها أن السعودية رسمت ثلاث سيناريوهات مستقبلية للتعامل مع هذا الأمر: السيناريو الأول هو اقتناء الأسلحة النووية التي تحتاجها، والسيناريو الثاني هو عقد اتفاق مع قوة نووية أخرى لحماية المملكة، والسيناريو الثالث هو الاعتماد على إمكانية خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
وعبر السعوديون عن استيائهم من إزاحة صدام حسين عن السلطة وأعربوا عن عدم رضاهم عن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل كما أبدوا مخاوفهم المتزايدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وازدات التقارير الدبلوماسية التي تتحدث عن التعاون السعودي الباكستاني النووي في السنوات التالية.
لكن البعثة السعودية في العاصمة البريطانية لندن أصدرت بيانا جاء فيه أن المملكة وقعت على معاهدة عدم الانتشار النووي، قائلة إنها تسعى من أجل خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.