الجمعية تقليد تتبعه بعض الفئات للادخار، وهي من أشكال التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وفيها تلجأ سيدات عاملات لتكوين مجموعة نسائية تجمع مبلغا من المال من كل مشتركة، ويمنح المبلغ لإحداهن كل شهر.
ويفضل العديد من السيدات ـ والرجال أيضا ـ هذا الأسلوب، الذي يطلق عليه اسم "الهبكة" تجنبا للقروض البنكية، وفوائدها المرهقة، وأيضا لشبهة الربا، ولكن رغم مزايا "الجمعية" ودورها في فك كربة المحتاج، أثبت الواقع أن لها جانبا سيئا، إذ وصلت في بعض الأحيان إلى المحاكم.
و وفقا لصحيفة الوطن تقول عائشة فرج، إنها كانت إحدى ضحايا تلاعب إحداهن، قائلة "فضلت أن أطرق باب "الهبكات" لتفادي الربا الناتج عن القروض البنكية طويلة المدى، وحرصا على سداد مديونياتي بيسر دون ضغوط، وعلى مدى عشر سنوات اشتركت في العديد من الجمعيات، تعاملت فيها مع سيدات أثبتن صدقهن ووفاءهن في هذا المجال، ولم أتوقع أن أصاب بخيبة أمل جراء تجربتي الأخيرة".
وأضافت "عندما حان دوري وموعد استلامي لمبلغ الجمعية وهو 70 ألف ريال، ذهبت لمنزل المرأة التي تديرها لاستلامه، وهي من جنسية عربية، ففوجئت بعائلة جديدة تسكن في منزلها، وبسؤال أحد جيرانها اتضح أنها عادت إلى بلدها منذ خمسة أيام، وأنها لن تعود مجددا".
وتروي "فجر علي" قصتها هي الأخرى، التي انتهت نهاية محزنة، تقول "اشتركت في جمعية تديرها سيدة من جنسية عربية، وكان معي عشر سيدات تدفع كل منا ألفي ريال في الشهر، وانتظمنا جميعا في السداد، وبعد أن تسلمت أربعة منا مستحقاتهن اختفت السيدة كليا، وعندما لجأنا للوسيطة التي عرفتنا بها، أخبرتنا أن علاقتها بها سطحية، وأنها لا تعلم سبب اختفائها".
وعلقت رئيسة القسم النسائي بلجنة "تراحم" لرعاية أسر السجناء، بإمارة منطقة جازان عائشة الزكري قائلة، "من خلال عملنا باللجنة وقفنا على عدة حالات مماثلة، إضافة إلى ثلاث حالات أخرى على الأقل وصلت إلى المحاكم، وكلها بسبب هذه التعاملات المالية الجماعية غير الموثوقة"، مشيرة إلى أن ضحاياها دائما من النساء.
وأضافت أن "الجمعيات ـ رغم ظاهرها الحسن ـ ودورها في توفير المال لمتوسطي ومحدودي الدخل، قد تكون في بعض الأحيان بابا للتلاعب والاستيلاء على حقوق الناس".
وحذرت الزكري السيدات من الخوض في هذا النوع من "الجمعيات" أو "الهبكات"، وفي المقابل حذرت صاحبات الجمعيات من التعامل مع نساء عليهن التزامات بنكية وديون طائلة، قد تتسبب في توقفهن عن السداد بأي وقت.
واستغربت رئيسة القسم النسائي بلجنة "تراحم وأسر السجناء" من ثقة النساء العمياء بمن لا يعرفنهن، ونصحتهن بالدخول في جمعيات عائلية لضمان حقوقهن، وتحاشي التعامل المالي مع الغرباء، مشيرة إلى وجوب وجود اتفاقية في أي تعاملات مالية تحفظ حقوق الطرفين.
ونبهت بضرورة وجود توعية قانونية ومالية للسيدات؛ لتفادي أي خسائر مالية قد يتعرضن لها مستقبلا.