: هي أحد رواد الأغنية السعودية، وإحدى القلائل المهتمين بالتراث الغنائي طوال مسيرة فنية تجاوزت نصف قرن، ووفقا لصحيفة عكاظ التي اجرت معها حوار كان أهم ما جاء فيه امتعاضها من الوضع السائد في الساحة، وافتقاد الأغنية لأصالتها بالرغم من توفر وسائل التقنية لتطورها، وفي جانب آخر أظهرت تذمرها من تجاهل الإعلام المرئي والمسموع لعطاء وإبداع المطربة السعودية.. ضيفتنا هي الفنانة والمطربة المخضرمة «توحة» التي أبحرت في أمور وشجون عديدة تلامس الأغنية السعودية:
• ما صحة ما يقال إنك من علمتي الفنان عبادي الجوهر الزف على العود؟
•• نعم قمت بتعليمه واحتضان موهبته لكنه أنكر ذلك بكل أسف، فقد كانت والدته زميلة عزيزة علي، وكان عبادي يتردد علي بصفة شبه يومية، وتعلم مني العزف وبعض المقامات، حيث كان موهوبا منذ صغره، ويملك أذنا موسيقية جميلة.
• كيف هي علاقتك بالفنان محمد عبده، وهل حدث تعاون بينكما؟
•• محمد عبده فنان كبير وذكي، وعلاقتي جيدة به، وكاد أن يحدث تعاون بيننا من خلال طرح ألبوم لي عبر مؤسسته الفنية، لكن لم ير الموضوع النور.
• مطرب فوجئت بغيابه عن الساحة؟
•• مازال اعتزال الفنان يحيى لبان مثار استغراب الكثير.
• مطرب أو مطربة تتنبئين له بمستقبل باهر؟
•• للأسف الأغنية السعودية تعاني من شح في المواهب، لذلك قد يصفني البعض بالمبالغة حين أقول إن عبدالله رشاد هو آخر موهبة غنائية أنجبتها الأغنية السعودية.
• ما ملاحظتك على جيل المطربات الحالي؟
•• عدم الإلمام بالمقامات الموسيقية وعدم حفظ الحقوق الأدبية لبعض المطربين الكبار عند غنائهم بعض أغنياتهم المعروفة في الحفلات، حيث لا يقوم الجيل الحالي بذكر أصحاب الأغنيات، وهذا خطأ وعدم تقدير منهم تجاه جيل سابق ورائد.
• ما سبب تسميتك بـ«توحة»؟
•• اسمي الحقيقي «فتحية»، والوالد هو أطلق علي «توحة» كنوع من الدلع والمداعبة باعتباري آخر العنقود.
• ومن كان له الفضل في ظهورك على الساحة الفنية؟
•• الدكتور محمد أمين يحيى.
• وما رأيك في الساحة الغنائية في الوقت الحالي؟
•• بصراحة الوضع لا يسر، فقد اختلطت الأمور واختلت الموازين.
• وهل الأغنية باتت تفتقد للأصالة؟
•• بكل تأكيد، بالرغم من توفر وسائل التقنية لتطورها.
• معاناة المطربة السعودية أين تكمن؟
•• في عدم ظهور عطائها عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع مما يشكل ظلما لإبداعها وموهبتها، فنحن لا ننكر دعم الإعلام المكتوب وخدمته للكثير من المطربين، لكن تظل المطربة بحاجة ماسة إلى الإعلام المرئي باعتباره البوابة الأقوى والأسرع للانطلاق.
• بالرغم من تاريخك الطويل، إلا أنك لم تقومي بتوثيق مشوارك الفني؟
•• لم أفكر في هذا الأمر، بالرغم من امتلاكي لحصيلة متينة من العطاء والإبداع الفني كمطربة وملحنة وشاعرة على مدار ستين عاما، وبصراحة لم أجد المناخ المناسب والمشجع للقيام بهذه الخطوة في ظل تجاهل الإعلام للمطربات، وخصوصا الرائدات اللاتي خدمن الأغنية والتراث حقبة زمنية طويلة.
• وكيف يقف الجيل الجديد على تجاربك وخبراتك، بل كيف يتعرف على فنك؟
•• يوجد بالأسواق عدة ألبومات لي، وأحتفظ بمنزلي بعدد كبير جدا من الألبومات، أغلبها (حفلات ومناسبات).
• هل صحيح أن عدد ألبوماتك وصل إلى الألف؟
•• لم أقم بحصرها، لكنها قريبة جدا من هذا الرقم، لكن الألبومات التي طرحتها عبر شركات الإنتاج سبعة ألبومات.
• وهل صحيح أنك عانيتي من بعض شركات الإنتاج؟
•• نعم، ولا أقول سوى سامحهم الله.
• باختصار.. ما أوجه الاختلاف بين الأغنية الآن والأغنية في السابق؟
•• الأغنية قديما كانت تتميز بالفن والأصالة والإبداع، بعكس الأغنية الآن التي باتت تستقبل كل من هب ودب لدخول ساحتها، الأمر الذي جعل ساحتها (بيئة غير مشجعة)، فأغلب المطربين اليوم لا يملكون خلفية كاملة عن المقامات، وغيرها من الأسس والقواعد الغنائية.